أنا قررت…
وصلنا للخطوة الأخيرة فى طريقك لنفسك.. طريق الخطوات الأربعة..
وصلنا (للقرار)..
بعد ما عرفت احتياجاتك ودوافعها.. واكتشفت مخاوفك وقبلتها.. وصدقت إن تلبية احتياجاتك هو حق أصيل ليك.. آن الأوان إنك تختار.. وتقرر.. هاتمشى فى أى اتجاه..
هاتمشى فى نفس اتجاهك القديم.. اتجاه انكار الاحتياجات.. والاستسلام للمخاوف.. والتنازل عن الحقوق فى أى علاقة..
واللا هاتحفر بإيدك اتجاه جديد.. تاخد فيها احتياجاتك.. وتقبل فيه مخاوفك.. وتنتزع فيه حقوقك؟
قبل ما تجاوب.. عاوزك تعرف حاجتين مهمين..
الحاجة الأولى هى إنك تكون مصدق ومتأكد إنك وقت ما أخدت القرار الأول بانكار احتياجاتك والاستسلام لمخاوفك وتنازلك عن حقوقك النفسية.. كنت مُضطر.. كنت مُجبر.. كان هو ده الاختيار الوحيد اللى هاتتجنب بيه مزيد من الأذى.. والقرار الأخير قبل حدوث الكارثة.. وده يخليك تعذر نفسك.. وتتعاطف معاها.. وتسامحها.. مافيش حد بيتغير وهو كاره نفسه وظالمها ومحاصرها باللوم والذنب.
الحاجة التانية.. هى إننا طول مشوار حياتنا، بناخد قرارات مصيرية.. بعضها غلط.. وبعضها صحيح.. بعضها مفيد.. وبعضها مؤذى.. بس دى مش نهاية المطاف.. ولا آخر الدنيا.. دايماً فيه فرصة للمراجعة.. ودايماً فيه طريقة لإعادة النظر.. حتى لو كان ليها تمن.
قراراتنا المصيرية دى بعضها بيكون فى طفولتنا.. وبعضها فى شبابنا.. وعلى امتداد حياتنا.. لغاية قبل الموت بثوانى..
يعنى لما اللى حواليك علقوا حبهم ليك -وانت طفل- على بعض الشروط.. انت قررت (مضطراً) إنك تدفن نفسك الحقيقية، وتعيش بنفس مزيفة، علشان ترضيهم.
ولما لقيت الكبار اللى معاك –وانت صغير- فاهمين الرجولة غلط.. وبيمارسوها على إنها قسوة وعنف وتحرش.. قررت (مضطراً) إنك تتخلى عن رجولتك الحقيقية، فى مقابل ذكورة وهمية مصطنعة.
ولما اللى انتى بتحبيه هددك بالهجر والزعل والخصام.. اضطريتى إنك (تقررى) تعملى تعديل فى نفسك، وتفصيل على مقاسه، علشان مايسيبكيش..
ولما اتعرضتى للإهانة والقسوة وسوء المعاملة بعد الجواز.. اضطريتى برضه إنك (تقررى) تصبرى وتعانى وتتحملى، خوفاً من الوحدة.. أو أذى الأطفال (رغم إنهم كانوا بيتأذوا بالفعل.. بس حِسْبتك وقتها كانت كده)..
وفى كل المرات دى.. انت اتخليت عن احتياجاتك الأساسية الفطرية المهمة جداً.. وانتى استسلمتى لمخاوفك (اللى أكيد كان ليها ما يبررها).. وانتم الاتنين اتنازلتم عن حقوقكم النفسية فى الحب والاهتمام والشوفان والاحترام (وغيرهم)..
بس دى كانت اختيارات امبارح.. وقرارات زمان..
وانت دلوقت كبرت.. وانتى دلوقت وعيتى.. وعرفتوا إن الاختيارات دى لو كانت سليمة وقتها.. فمش لازم الاستمرار بيها يكون سليم.. وان القرارات دى لو كانت مفيدة ساعتها.. فهى مش بنفس الفايدة دلوقت..
وعرفتوا كمان إن احتياجتكم مازالت موجودة تحت السطح.. فى انتظار اشباعها بشكل حقيقي وكافى..
وان مخاوفكم، ممكن تقبلوها وتستحملوها، لكن ده لا يعنى الاستسلام ليها..
وان حقكم فى تلبية احتياجاتكم النفسية لا يمكن المساومة عليه.. فى أى علاقة..
مش بس كده..
احنا عرفنا -فى الفصول السابقة- احنا محتاجين دلوقت (من نفسنا ومن اللى معانا) إيه بالظبط.. وإيه المخاوف اللى واقفة فى طريق عَوَزان الاحتياجات دى بالتفصيل.. وإيه الموانع والعقبات فى سبيل تحويل الاحتياجات دى لحقوق..
يبقى فاضل إيه؟
فاضل ناخد قرارات جديدة.. بعد وقفتنا الطويلة مع نفسنا..
فاضل نحسب حسبة مختلفة..
ونشوف حل تانى.. لمعادلة حياتنا
صعب؟
آه صعب.. أنا عارف..
وصعب جداً كمان..
بس.. هو اللى انت فيه دلوقت ده سهل؟
ما هو برضه صعب.. ويمكن أصعب..
مخاطرة؟
طبعاً.. ما هو التغيير مخاطرة..
بس مخاطرة فى اتجاه الحياة.. مش مخاطرة فى اتجاه الموت..
فيه تمن؟
أكيد.. زى ما استمرارك فى اللى انت فيه ليه تمن..
فتغييرك ليه، برضه ليه تمن..
يعنى أعمل إيه؟
هاتاخد قرار حقيقى وواعى ومسئول بالتغيير..
والصيغة اللى هانستخدمها المرة دى مافيهاش نقط.. مالهاش كمالة: “أنا قررت……………………، وأنا مسئول عن قرارى ده”.
انت هاناخد قرارات مصيرية، ونتحمل مسئوليتها..
هاتعلن مواقف حياتية، وتشهد عليها..
هانقول وتردد وتكرر..
لغاية ما تحس إن قراراتك الجديدة تحولت لأجزاء من تكوينك..
وعناصر من خلاياك..
أنا قررت………………………