أنا محتاج..
أول ما تتولد.. بيكون جواك مجموعة بسيطة -بس مهمة- جداً من الاحتياجات النفسية..
بتكون محتاج تتشاف.. وتتقبل.. وتتحب.. وتُحترم.. ويُهتم بيك..
تتشاف زى مانت.. وتتقبل بدون شروط.. وتتحب بدون تفصيل.. وتُحترم كما أنت.. ويُهتم بيك لأجلك..
بتكون محتاج تتسمع ويُصغى إليك بدون أحكام..
محتاج تتصدق..
محتاج تقول (لأ)..
محتاج يتعملك حساب.. ويترسملك حدود..
وطبعاً..
محتاج تصدق إنك تستاهل كل ده..
واحتياجات تانية كتير جداً..
الاحتياجات دى كلها ماشية فى اتجاهين.. بمعنى انك زى ما انت محتاج تتقبل.. محتاج برضه تقبل.. زى مانت محتاج تتحب.. محتاج تحب.. زى مانت محتاج تقول (لأ).. محتاج أحياناً يتقالك (لأ).. وهكذا..
الاحتياجات دى خاصة بكل البنى آمين..كل البشر.. فى كل عمر.. وكل زمان ومكان فى العالم.. وبتبدأ منذ الطفولة.. علشان كده اسمها (احتياجات إنسانية فطرية طبيعية).. هى بتتولد جوانا.. وبتكمل معانا حياتنا..
الطفل بيبقى جواه الاحتياجات دى من أمه وأبوه..
التلميذ بيبقى محتاجها من أستاذه..
الزوج والزوجة جواهم الاحتياجات دى ناحية بعض..
اللى بيحبوا بعض..
الأصحاب.. الأصدقاء..
كل علاقة بندخلها فى حياتنا بنكون محتاجين فيها بعض الاحتياجات دى على الأقل..
لو تم اشباعها ممن معك بشكل كافى.. هاتنمو وتنضج وتزدهر نفسياً .. هاتحس بقيمتك وتحب نفسك وتستمتع بحياتك.. ولو لم يتم اشباعها بالشكل المناسب.. هاتدبل وتنطفى وتفقد جزء مهم (أو أجزاء مهمة) من نفسك.. وهاتفضل الاحتياجات دى موجودة جواك بشكل حاد وضاغط (مش طبيعى ومعتدل)، وتطاردك طول عمرك كنقح الصديد من جرح غائر، أو كالأشباح المخيفة فى الليالى المظلمة.
علشان كده.. مهم تعرف إنت محتاج إيه فى كل علاقة.. وهل احتياجاتك دى مسددة واللا لأ.. لو كانت مسددة يبقى عظيم وجميل وتمام.. ولو ماكانتش، يبقى هانقف وقفة.. ونشوف هانعمل إيه..
تعالى بقى نرسم الخطوة الأولى على خريطتنا.. خريطة الخطوات الأربعة..
اسأل نفسك وبصراحة شديدة..
هو أنا -هنا ودلوقت- فى العلاقة دى.. محتاج إيه؟ وهل الاحتياج ده مُشبع واللا لأ؟
من أول علاقتك بأبوك وأمك.. لغاية علاقتك بزوجتك/زوجك..
محتاج أتقبل بدون شروط.. طيب هو أنا مقبول بدون شروط؟
محتاج أتحب.. طيب هو بيحبنى زى ما أنا؟
محتاج أصدق إنى أستاهل (أتقبل وأتحب وأحترم وأنجح وأفرح و.. و..).. هو أنا مصدق إنى أستاهل كل ده؟
محتاج أرسم لنفسي حدود نفسية محدش يعديها.. طب أنا باعمل كده فعلاً؟ واللا باسيب اللى رايح يؤذى.. واللى جاى يجرح؟
محتاج أتشاف وأحس بوجودى وأهميته؟ هل ده متحقق؟
محتاج أُحترم ولا أُهان أو أُمتهن؟ ده حاصل؟
محتاج أقول (لأ) لو كان حد بيؤذينى أو يشوهنى أو يطفينى.. هو أنا بأقولها؟
محتاج أحس بالأمان.. ده موجود؟
حتى الفصاميين اللى بيسمعوا أصوات مش موجودة ويشوفوا ناس مش حقيقية، عندهم احتياج كبير جداً لعمل علاقات مع آخرين، حتى لو كانوا هايخترعوهم من خيالهم.
طبعاً مش مطلوب إشباع كل هذه الاحتياجات بنفس القدر فى كل أنواع العلاقات.. يعنى فى علاقات الشغل، انت محتاج أكتر انك تُحترم ويبقالك حدود.. فى علاقات الحب، انت محتاج أكتر انك تتحب وتتشاف وتتقبل.. فى علاقات أخرى.. انت محتاج أكتر إنك تتصدق.. فى علاقات تانية.. محتاج يُهتم بيك.. وهكذا.. مزيج متنوع ومتغير من التباديل والتوافيق.. لكن ماينفعش فى أى حال من الأحوال إنك تتأذى أو تسمح بالأذى تحت أى بند.. ومن أى حد..
احنا ممكن نشوف معظم المشاكل والصعوبات النفسية من وجهة النظر دى.. وهانكتشف ان كل مشكلة علاقاتية أو صعوبة نفسية أو مرض أو عرض نفسي وراه فى الحقيقة “احتياج انسانى غير مشبع”..
كتير من المصابين باضطراب الشخصية الهيستريونية (اللى بتحب تسليط الأضواء عليها)، كل اللى محتاجينه هو إنهم يتشافوا..
كتير من الناس اللى عندهم أعراض جسمانية دون أى تفسير عضوى (الأمراض النفس-جسدية)، محتاجين يلاقوا حد يهتم بيهم..
كل الناس اللى عندهم اكتئاب محتاجين جداً يحسوا ويصدقوا إنهم يستاهلوا..
نرجعلك بقى..
راجع بقى كل العلاقات المهمة فى حياتك..
وأولها علاقتك بنفسك..
راجع تاريخك وحاضرك ومستقبلك..
وأقف قدام نفسك..
أنا.. محتاج إيه؟
محتاج إيه من نفسي؟
ومحتاج إيه من غيري؟
واحد.. اتنين.. تلاتة..
وأول ما تعرف وتحدد انت محتاج إيه.. حاول تشوف بصراحة وشجاعة انت محتاج ده ليه.. علشان إيه.. علشان افتقدته زمان؟ واللا علشان مفتقده دلوقت؟ علشان وصلتك رسالة إنه مش من حقك؟ واللا علشان انت ماطالبتش بيه؟ علشان تبطل تخاف من بكرة؟ واللا علشان تطمّن دلوقت؟ علشان اضطريت تدفن نفسك زمان؟ واللا علشان تتولد من جديد؟ علشان وعلشان وعلشان.
يبقى الخطوة الأولى فى الأربع خطوات العلاجية هى:
أنا محتاج………………….علشان……………………