من حقى………………

الخطوة دى هى خطوة العزم والهمة.. لأن الخطوة اللى بعدها هى خطوة القرار والتنفيذ.. وأى قرار محتاج عزم.. وتنفيذه محتاج همة..

بعد ما تعرف إيه الاحتياجات اللى ناقصاك فى أى علاقة.. بداية من علاقتك بأبوك وأمك لغاية علاقتك بشريك حياتك.. وبعد ما تكتشف المخاوف اللى مانعاك من المطالبة بتلبية الاحتياجات دى وتقبلها.. مطلوب منك دلوقت تصدق إن احتياجاتك دى هى من حقك.. وإن تلبيتها مش هبة من الطرف التانى.. وإشباعها مش تفضل منه..

لو ماصدقتش إن احتياجاتك هى حق أصيل ليك.. مش هاتعرف تاخدها.. ولا هاتقدر تطالب بيها.. ولو ماكنتش متأكد من ده.. هاتعمل حاجة من اتنين.. إما هاتقرر إنك تتنازل عن تلبيتها بدرجة أو بأخرى.. أو هاتطلبها بكثير من الضعف والمسكنة.. تشحتها يعنى..

ولنا فى الأطفال الصغار (قبل تشويه فطرتهم) أُسوة..

الطفل الصغير لما بيعوز يعمل حاجة.. بيفضل وراها لغاية ما يعملها، مهما كان فيه قدامه معوقات.. أحياناً يطلب ويُلح فى الطلب.. أحياناً يعيط.. أحياناً يصرخ.. لغاية ما أهله يلاقوا إنه مافيش مفر من تلبية احتياجه ومقابلة طلبه.. أو رفضه (لحسابه وبمنتهى الرحمة) زى ما وضحنا فى الفصل السابق.

افتكر الأطفال الصغيرة اللى فى عيلتكم.. وخلينا ناخد أمثلة مفصلة..

طفل (محتاج) إن والده يلعب معاه.. ووالده قاعد مشغول بالموبايل بتاعه.. يروح الطفل لوالده ويقوله: “أنا (عايزك) تلعب معايا”.. يطنش الأب مرة.. ويقوله مش فاضى مرة.. تبص تلاقى الطفل يشد والده من إيده (أو من هدومه).. ويقوّمه بالعافية.. علشان ينفذله طلبه ويلبى احتياجه.. اللى هو شايف فى اللحظة دى إنه (حقه).. علشان كده أصر عليه، بكل ما أوتى من قوة.. لغاية ما أخده..

طفلة (محتاجة) تحس إنها حلوة وجميلة.. فى حين إن أهلها وأصحابهم وقرايبهم عمالين يهزروا معاها ويقولولها “يا وحشة”.. “إيه الوحاشة دى”.. “انتى طالعة وحشة كده لمين”.. تقعد تقولهم “أنا حلوة”.. “أنا مش وحشة”.. “أنا حلوة أوى”.. وممكن تصرخ وتعيط وتضرب كمان.. لغاية يا إما يبطلوا صفاقة وغلاسة وهزار سخيف.. وتبقى أخدت حقها منهم.. أو تضطر بعد ما تُنهك قواها النفسية والجسدية إنها تستسلم.. وتصدق –بكل أسف إنها “وحشة”..

اللى بيحصل أحياناً هو إن الأهل يوصّلوا للطفل إن (احتياجاته) دى أصلاً مش من (حقه)ً.. وإنه ماينفعش يطالب بيها.. وماينفعش يُصِرّ فى الطلب.. وإلا يبقى سافل وقليل الأدب..

نفس الكلام بيحصل فى علاقات تانية واحنا كبار.. اللى بيحب ويوصّل للى بيحبه إن (احتياجه) للاهتمام والاحترام مش من (حقه).. فيهمله أو يهينه أو يسئ معاملته.. اللى متجوز ويوصّل لمراته إن (احتياجها) للحب والتقدير مش من (حقها).. وإنه بيتفضل عليها بإنه -أحياناً- يديها من وقته ومن فلوسه ومن اهتمامه.. اللى بيعلم أو يعالج ويوصّل للى بيعلمه أو يعالجه إن (احتياجه) للقبول والصبر وحُسن المعاملة مش من (حقه).. وإنه بيمنّ عليه ببعض المعلومات التى لا ترقى حتى لدرجة العلم.

 إحنا بقى عاوزين نصدق دلوقت إن احتياجاتنا دى من حقنا.. من حقنا ناخدها.. من حقنا نلبيها.. من حقنا مانتنازلش عنها..

من حقك فى أى علاقة إنك تُحترم.. مشاعرك تُحترم.. أفكارك تٌحترم.. مساحتك الشخصية الخاصة تُحترم.. اختلافك وتفردك يُحترم..

من حقك فى أى علاقة إنك تتشاف.. تحس بوجودك وبقيمتك وبأهميتك.. تتقدر على اللى بتعمله.. يتقالك (شكراً) و (برافو) و (كتر خيرك).. مش إن وجودك زى عدمه.. أو إنك مش فارق.. أو إن وجودك فى العلاقة أمر مفروغ منه taken for granted. من حقك تحس بتأثيرك وبأثرك ومردوده..

من حقك كمان يكون ليك حدود.. حدود نفسية وجسدية وعاطفية.. والحدود دى انت اللى ترسمها مع كل شخص كما ترى وكما تُقدِّر.. وتحميها بالشكل اللى تشوفه مناسب.. وتدافع عنها بكل طريقة متاحة ليك..

ماينفعش حد يقرب من نفسك أو جسمك أو مشاعرك بدون استئذانك وموافقتك ورضاك.. ماينفعش تسمح لحد حد يلومك أو يحسسك بالذنب على حاجة انت مالكش يد فيها.. ماينفعش حد ياخد منك حاجة انت مش عاوز تديهاله؛ ان شالله تكون كلمة.. ماينفعش حد يتدخل أو يتطفل فيما يخصك ولا يعنيه.. من حقك محدش يبتز مشاعرك أو يستغلك أو يجي عليك.

برضه من حقك محدش يرمى عليك أو يزرع جواك أى أفكار أو مشاعر مش تبعك.. يزهق يبقى عاوزك تزهق.. يغضب ويستنى منك تغضب.. يضحى ويطلب منك التضحية.. ماينفعش حد يشيِّلك شيلة غير شيلتك.. ولا حد يشوف فيك نفسه.. أو يفرض عليك وجوده..

من حقك تقول (لأ) عند اللزوم، لكل حد بيحاول يؤذيك بأى شكل، أو يظلمك بأى طريقة، أو يضغط عليك بأى درجة..

من حقك تصدق وتتصدق.. تحس ويتحس بيك.. تهتم ويٌهتم بيك.. وماتتعاملش إلا بما تستحقه..

وقبل كل دول.. وبعد كل دول.. من حقك تتقبل زى مانت وكما أنت.. من غير ما تغيِّر نفسك علشان حد، ولا تفصَّل نفسك على مقاس حد.. ولا تشوِّه نفسك لحساب حد..

وهنا هاتيجى المعضلة..

معضلة التمن..

مش انت شايف انت ده حقك؟

مش انتى شايفة ان دى حقوقك؟

طيب ادفعى التمن بقى..

التمن ده ممكن يكون زعل.. ممكن يكون خصام.. ممكن يكون بُعد وهجر وانفصال..

التمن ممكن يكون إنك تغير شغلك.. أو تسيب وظيفتك.. أو تبدأ مهنة تانية من أول وجديد..

التمن ممكن يكون وحدة.. ممكن يكون فقد.. ممكن يكون صعوبة نفسية أو اجتماعية أومادية..

بس الحقيقة كل ده أرحم من ان التمن يكون نفسك..

علشان كده فى الخطوة دى، زى ما هو مهم إنك تصدق وتتأكد إن احتياجاتك وتلبيتها ده من حقك.. مهم كمان تعرف وتتوقع التمن اللى هاتدفعه.. وتشوف إنت مستعد لدفعه واللا لأ.. وتحسب هل هو ده الوقت المناسب واللا تستنى شوية.. وتحط قدام عينيك تصور واضح -بقدر الإمكان- عن اللى هايحصل بعدها..

لأنك فى الخطوة الجاية هاتختار وهاتقرر: تكمل فى اللى انت فيه وتدفع تمنه.. واللا توقّفه، وتدفع تمن وقوفه؟

وعلشان كده.. الصيغة بتاعة الخطوة التالتة هى: “أنا من حقى………………..حتى لو/بالرغم من…………….”.

مع العلم إن (حتى لو) تعبر –غالباً-عن شئ متوقع حدوثه فى المستقبل.. و (بالرغم من) تعبر –غالباً-عن شئ موجود بالفعل فى الحاضر..

ومع العلم أيضاً.. إن أول وأهم حد تاخد منه حقك.. هو إنت شخصياً.. لأن أكتر حد ظلمك هو إنت.. وأكتر حد جه عليك هو انت.. وأكتر حد بخسك حقوقك وأنكر عليك احتياجاتك هو برضه انت..

الخطوة الرابعة

أنا قررت…

الخطوة الثالثة

من حقى…

الخطوة الثانية

أنا عايز..

الخطوة الأولي

أنا محتاج..

الخطوة الأولي

أنا محتاج..

الخطوة الثانية

أنا عايز..

الخطوة الثالثة

من حقى…

الخطوة الرابعة

أنا قررت…